ألم الكتف

ألم الكتف

يشكل مفصل الكتف شكل كرة بداخل تجويف (Ball and socket joint)، ويربط ما بين ثلاثة عظام رئيسية: عظمة العضد (Humerus bone)، وعظمة الترقوة (Collar bone)، والعظم الكتفي (Shoulder blade)، ويعد الكتف أكثر مفاصل الجسم ليونة وأوسعها نطاقا للحركة؛ حيث إنه يسمح بتحريك الكتف إلى الأمام و إلى الخلف، كما ويتيح تحريك الذراعين بكافة الاتجاهات، وذلك نتيجة عضلات الكفة المدورة (Rotator cuff muscles) وأوتارها المسؤولة عن ربط العضلات بالعظام، وقد يؤدي أي ضرر على أي جزء من الأجزاء البانية للكتف إلى الشعور بالألم؛ وبالتالي إلى قصور في القدرة على تحريكه بشكل طبيعي والقيام بالعديد من الأنشطة الاعتيادية.

أسباب ألم الكتف

بشكل عام، يعود ألم الكتف إلى خلل في مفصل الكتف، أو العضلات والأوتار المحيطة به، إلا أنه في بعض حالات ألم الكتف يكون السبب غير مرتبط بالكتف نفسه، إنما بأجزاء أخرى من الجسم؛ كالقلب، أو البطن، أو الرئتين، وغيرها، فيما يعرف بالألم الرجيع (Referred pain) ويمكن بيان أبرز أسباب ألم الكتف سواء كان الألم في الكتف اليمنى أو اليسرى على النحو الآتي:

مشاكل مرتبطة بالكتف بحد ذاته

من الممكن أن ينتج ألم الكتف عن أي مشكلة في أحد أجزائه، وقد يحدث ذلك بسبب الحركة المتكررة، أو الأعمال اليدوية، أو الرياضة، أو حتى التقدم في العمر؛ حيث إن الأنسجة المحيطة بالكتف عادة ما تبدأ بالانحلال بعد الستين من العمر، كما ويمكن أن يكون الألم بسبب التعرض لحادث أو الوقوع، وفيما يلي بيان لأبرز أسباب ألم الكتف:
  • الفصال العظمي: (Osteoarthritis) حيث تغطي الغضاريف أطراف العظام في محل التقائها في المفاصل، إلا أن بعض الإصابات، بالإضافة للتقدم قي العمر، قد تؤدي إلى خلل في تركيب الغضروف، مما يؤدي إلى احتكاك عظام المفصل ببعضها، وبالتالي إلى الإصابة بالفصال العظمي أو ما يعرف بالتهاب المفاصل التنكسي، وتتضمن أعراض التهاب أحد مفاصل الكتف: الألم، والانتفاخ، والتصلب (Stiffness).
  • إصابات الرقبة وأعلى الظهر: قد يرجع ألم الكتف في بعض الحالات إلى خلل في أعصاب الرقبة أو أعلى الظهر، ويكون الألم في هذه الحالة في خلف الكتف وممتدا إلى أعلى الذراع.
  • إصابة العصب الإبطي: (Axillary nerve) وتنتج هذه الإصابة عن خلع في الكتف، أو كسر في عظمة العضد، وعادة ما يكون الألم في هذه الحالة مصحوبا بضعف في القدرة على تحريك الذراع بعيدا عن الجسم.
  • إصابة الكفة المدورة: يعد تمزق الكفة المدورة (Rotator cuff tendinitis) أكثر أسباب ألم الكتف شيوعا، وقد ينتج عن إصابة جسدية، أو قد يحدث تدريجيا مع الوقت، وعادة ما يصاحب الألم ضعفا في الكتف، وشعورا بالقرقعة عند تحريك الذراع، ومن الممكن أن تسبب قصورا في القدرة على استخدام الكتف في الحالات الشديدة.
  • تجمد الكتف: (Frozen shoulder) وتدعى أيضا بالتهاب المحفظة اللاصق (Adhesive Capsulitis)، وتنتج عن عدم تحريك الكتف لمدة طويلة، وتؤدي إلى الشعور بالألم، وتصلب الكتف، وقصور في نطاق حركته.
  • التهاب الغشاء الزلالي: (Synovitis) وهو الغشاء المبطن للمفاصل (Synovium)، وينتج هذا الالتهاب إما عن إصابة جسدية، أو عن التهاب المفاصل الروماتويدي (Rheumatoid arthritis)، مما يؤدي إلى الشعور بألم في الكتف.
مشاكل مرتبطة بأجزاء أخرى من الجسم

إذا كان ألم الكتف ناتجا عن خلل بأحد أجزائه؛ فإن المصاب يشعر بتغير في شدة الألم عند محاولة تحريك الكتف، أما في حالات ألم الكتف الرجيع فلا يطرأ أي تغيير على طبيعة الألم وشدته عند تحريك الكتف، كما وقد يصاحب الألم الرجيع بعض الأعراض الأخرى: كألم شديد أسفل عظم الكتف، أو ألم ممتد من الرقبة إلى الكتف، والتنميل أو الحرقة في الكتف، وفيما يلي بيان لبعض من أهم الحالات الصحية التي تسبب ألما رجيعا في الكتف:
  • أمراض القلب: كالنوبة القلبية (Heart attack)، والذبحة الصدرية (Angina)، وقد يشعر المصاب في هذه الحالات بآلام في الصدر، وضيق في التنفس، وآلام في الظهر، أو الذراع، أو الفك، أو الرقبة.
  • اضطرابات الرئة: كالالتهاب الرئوي (Pneumonia)، وسرطان الرئة (Lung cancer)، وأورام الرئة، وانتفاخ الرئة.
  • التخثر الدموي في الرئة: أو ما يدعى بالانصمام الرئوي (Pulmonary embolism)، وقد يشابه هذا الألم شد العضلات، إلا أنه عادة ما يكون أكثر شدة، ويؤدي إلى اضطراب في القدرة على الاستلقاء أو النوم.
  • اضطرابات في البطن: كحصى المرارة (Gallstones)، والتهاب البنكرياس (Pancreatitis)؛ حيث إن الألم الناتج عن هذه الحالات قد ينتقل إلى الكتفين، وعادة ما يرافق الألم في هذه الحالات بعض الأعراض الأخرى: كألم البطن، والغثيان، وألم في منطقة الحوض.
  • إجراء جراحة المنظار: (Laparoscopic surgery) حيث إن التعرض لهذه العملية يؤدي إلى تجمع ثاني أكسيد الكربون (Carbon Dioxide) في منطقة البطن، مما يؤدي إلى تهيج الأعصاب والعمود الفقري؛ وبالتالي الشعور بألم الكتف.
علاج ألم الكتف

يعتمد علاج ألم الكتف بشكل أساسي على السبب، ويجدر على المصاب مراجعة الطبيب لتلقي العلاج في حال استمرار الألم لأكثر من أسبوعين، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون الألم خفيف الشدة ويمكن علاجه باتباع بعض النصائح في المنزل، وتجدر الإشارة إلى أن الشعور بالتحسن يبدأ بعد أسبوعين عادة، وقد يحتاج الألم 4-6 أسابيع قبل زواله بشكل نهائي، وفيما يلي بيان لبعض من أهم الطرق المتبعة في علاج ألم الكتف:
  • الراحة: ينصح المصاب بألم الكتف بإراحة الكتف حتى زوال الالتهاب، إلا أنه يجب تجنب عدم تحريكه لمدة طويلة؛ لأن ذلك قد يؤدي للإصابة بتجمد الكتف.
  • التبريد والتدفئة: تستخدم أكياس الثلج لتخفيف الألم والانتفاخ الناتج عن إصابة الكتف، كما ويمكن تطبيقها بعد القيام بالأنشطة البدنية للوقاية من الالتهاب، أما تدفئة الكتف فينصح بتطبيقها قبل القيام بالنشاط لإرخاء العضلات والتخفيف من صلابتها.
  • التمارين الرياضية: إ ينصح بممارسة التمارين الرياضية لزيادة قوة الكتف وإعادة نطاق حركته الطبيعي، كما وينصح بممارسة هذه التمارين لمدة لا تقل عن الـ6-8 أسابيع للوقاية من عودة الألم.
  • الأدوية المسكنة للألم: كمضادات الالتهاب اللاستيرويدية (Non-steroidal anti-inflammatories)، والباراسيتامول (Paracetamol)، كما وتتوفر بعض خيارات العلاج الموضعية؛ كالكريمات والمواد الهلامية، وقد يحتاج المصاب في بعض الحالات إلى حقن من الكورتيزون في مكان الألم.
جميع الحقوق محفوظة © 2024 لـ حجوزات أونلاين